آخبار عاجل

 ما هي  الطرق العملية للإستفادة من النتائج المنطقية  لتحسين سلوك الأبناء ؟ .. بقلم : سلوى المؤيد

25 - 02 - 2019 12:00 1386

الحلقة الـ  38 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة : « سلوى المؤيد » تحت عنوان :   ما هي  الطرق العملية للإستفادة من النتائج المنطقية  لتحسين سلوك الأبناء ؟ .

......................................              

ذكرت من قبل  أهمية تطبيق النتيجة المنطقية لما يفعل الطفل من سوء  سلوك كعقاب له لكي يرتدع عن سلوكه السلبي ..

وهنا سأحاول أن أوضح بشكل عملي كيف نستخدم هذا الأسلوب في تحسين سلوك الطفل..لنستفيدمنه استفادة كاملة في تطوير سلوكه

إن أهمية هذا الأسلوب تكمن في أنه يرسل رسائل واضحة للأبناء حول الحدود التي عليهم أن لا يتجاوزوها ..ويعلمهم أيضاً المسؤلية لإنهم  هم المسؤلين عن سلوكهم ومهمة تحسينه ..إلا إن التأثير الإيجابي  على سلوك الأبناء بسبب تطبيق هذه الطريقة  لا يحدث  إلا إذا طبقها   الوالدين بطريقة ديمقراطية حازمة لإن تأثيرها بهذا الشكل سيكون ممتازاً من حيث تأسيس المبادىء التي يتعلم الطفل كيف يسير عليها .

ولنستعرض بعض النماذج العملية لتطبيق هذا الأسلوب وماهي الصفة المشتركة لتطبيق العقاب مباشرة بعد ارتكاب الخطأ .

نزار طفل في السابعة من عمره ..كان يضايق أخته بإن يحذف عليها بطاطس مقليه وهما يشاهدان التلفزيون ..اشتكت أخته لوالدته ..فطلبت منه أمه أن يتوقف عن مضايقة اخته وإلا فإنها ستحرمه من مشاهدة التلفزيون بقية المساء إلى وقت نومه ..توقف نزار قليلاً ..لكنه عاد يرمي بقطع البطاطس على اخته مرة أخرى ..هنا قالت له والدته بحزم

" نزار ..إذهب إلى غرفتك قبل أن يكمل برنامجك  " ..ولم يجد نزار مجال للمقاومة ..فنظرة أمه الحازمة والتأكيد في نبرتها جعلته يطيع أمرها ..وينفذ العقاب الناتج عن سلوك سلوكه مع إخته .

 إلا أن من المهم في هذه الطريقة  أن تنفذ الأم (العقاب مباشرة ) لا أن تنتظر للمرة القادمة لإن الطفل بذلك لن يربطه بسوء سلوكه كسبب للعقاب لكي لا يعيده مرة أخرى .

كما أن (الثبات)  في تطبيق العقاب مهم جداً.. لنفترض أن عماد البالغ من العمر ١٠ سنوات كان يتحدث مع صديقه  على لهاتف وقالت له أمه أن الحديث في ذلك الوقت مع صديقه أمر غير مسموح به .. لكنه لم يرضخ .وتوسل  إلى والدته أن تسمح له بالكلام مع صديقه في ذلك الوقت ..وعندما أصابه اليأس اتجه إلى والده..لكن والده أصر على موقف والدته وطلب منه  أن يطيع  كلامها .. عندئذٍ لم يسع عماد إلا أن يطيع والديه.

 إذن ..لو حرص جميع الآباء على( الإتحاد في  آرائهم )عندما يواجهون مثل هذه المواقف  لوفروا على أنفسهم الكثير من التوتر والفوضى في علاقاتهم الأسرية ولمنحوا أبنائهم الإحساس بالطمأنينة والرضى  لما يحصلون عليه دون مماطلة للحصول على المزيد منه ..

ويعتقد علماء النفس التربويين   إن العقاب المباشرالناتج عن  سوء سلوك الطفل والثبات من الوالدين في تطبيق الحدود أو النتائج المنطقيةلسوء سلوك الأبناء يعتبره علماء النفس من أفضل الطرق لتحسين سلوكهم  .

إن الثبات على تطبيق النتائج المنطقية بالذات له تأثير حيوي وأساسي على تدريب الطفل لكي يطور سلوكه .

لنفترض أن والدة عماد سمحت له باستخدام التلفون  أثناء فترة عقابه بعد أن ألح عليها ..أليس معنى هذا أن والدته ترسل له رساله كأنها تقول له

" لا تحترم عقابي وافعل ما يحلو لك..لإني سأسامحك في كل مرة "

..إلا إن والدته لم تفعل ذلك وإنما حرمت إبنها من استخدام الهاتف لمدة يومان آخران لإنه لم يطع أوامرها أو

                                        

 

عقابها له

كما أن هناك أمر آخر مهم على  الأب والأم الإلتزام به وهو( التطابق بين الكلام والفعل الموجه للطفل ) من قبل أحد الوالدين ..وعلى هذا إذا كنا نريد أن نطبق بين ما ذكرت ومثال عماد فإن عليه حتى يقلل فترات عقابه أن يلتزم بالحدود التي وضعها والديه له ..لإنهما لن يرضخا لتوسلاته بإن يغيرا موقفهما .فكلامهما متطابق مع أفعالهما

هناك أمر آخر هام على الآباء أن يراعوه عند تطبيق هذه الحدود..وهو (تطابق نوع العقاب مع نوع الفعل ) الذي ارتكبه الطفل ..فإذا لم يقبل  إبن أن يشارك أخوته في لعبة فيديو فإن على الأب هنا أن يحرم إبنه من اللعب في اللعبة مباشرة قائلاً له

" إذا كنت لا تريد أن تشارك أخويك في لعبة الفيديو..فإنك لن تستطيع أن تلعب بها بقية الليلة..سأعطيك إياها غداً “

من خلال  هذا المثال لاحظنا أن النتائج التي تحملها الطفل مؤثرة جداً لإن لها علاقة بالسلوك الغير مقبول الذي تصرفه الطفل مع أخويه..ويريد الوالدان من إبنهما التوقف عنه .

ماذا لو تصرف الطفل بطريقة خاطئة وعلمه أبو ه كيف يتصرف بطريقة صحيحة مثلما فعل والد وليد البالغ من العمر ست سنوات عندما كان يغرز الشوكة في قطعة البطاطس بطريقة كان يقصد بها إضحاك أخويه حيث علمه كيف يأكل بطريقة صحيحة .

وفوجيء الأب بعد قليل  بإنه عاد  يفعل مثلما فعل في السابق..  عندئذٍ أخذ والد وليد الشوكة من يد إبنه .

هنا علم الطفل أنه وجد عقاباً يستحقه..ولم يجرح الأب إبنه بكلام جارح لشخصيته وإنما صب عقابه على فعل إبنه لكي لا يرتكبه مرة أخرى .

[email protected]



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved